لماذا نكتُب؟

15 أبريل 2025
بَـرديـة | PARDIA
لماذا نكتُب؟

لماذا نكتب؟ ✍️


في عالمٍ تتسارع فيه الخطوات، ويتكاثر فيه الضجيج، نبحث عن لحظة صغيرة نستعيد فيها ذواتنا. الكتابة ليست مجرد أداة نُسجّل بها ما يحدث، بل هي محاولة أولى لفهم ما لا يُفهم، وإعادة ترتيب ما يتبعثر في داخلنا.


نكتب لأن الصمت أحيانًا لا يكفي، ولأن الكلام يضيع في الهواء، بينما تبقى الكلمة على الورق شاهدة على ما مررنا به. نكتب حين نتوه، فنكتشف أن القلم يعرف الطريق أكثر منا. نكتب حين نفرح، فيتسع الفرح على مساحة صفحة. نكتب حين نحزن، فيتحول الحزن إلى حبرٍ يخفف عنا.


الكتابة في حقيقتها ليست عادة يومية، بل هي فعل مقاومة؛ مقاومة للنسيان، وللصخب، وللفوضى. هي محاولة لاستعادة زمام اللحظة، لتصير ذات معنى. كل كلمة تُكتب في دفتر أو أجندة، هي امتداد للروح، وقطعة من الوجود تُصاغ من جديد.


من هنا جاءت بردية؛ لا لتقدّم أوراقًا تُملأ فحسب، بل لتكون فضاءً يُعيدك إلى نفسك. مفكرات تتحول إلى مرايا، أجندات تصبح مسارات، صفحات تفتح أبوابًا للحياة كي تُكتب من جديد.


الكتابة ليست ترفًا، بل ضرورة. هي أفق داخلي، وملاذٌ صامت، وذاكرة تصنع حاضرنا بقدر ما تحفظ ماضينا✨.